نادي المال والاعمال - مدريد - الرياضه : بدأ معظم أفراد الشعب الاسباني امس الأربعاء يشعرون بالرضا أخيرا عن منتخب بلادهم المشارك في بطولة كأس العالم2010 لكرة القدم بجنوب أفريقيا بعد فوز الفريق 1/ صفر مساء اول من أمس الثلاثاء على جاره المنتخب البرتغالي ضمن منافسات دور الـ 16 من البطولة في مدينة كيب تاون. ظلت الجماهير، ووسائل الإعلام الأسبانية تنتقد المدرب فيسنتي ديل بوسكي ولاعبيه منذ بداية مشوارهم بالبطولة وحتى أول من أمس، في أعقاب هزيمة الفريق في مباراته الافتتاحية بالمونديال أمام سويسرا، ثم فوزه غير المقنع على هندوراس وشيلي. ولكن ردود الفعل التي أعقبت الفوز جاءت إيجابية بشكل كبير، بل هستيرية في بعض الأماكن. شاهد أكثر من 15 مليون أسباني المباراة، أغلبهم في الأماكن المفتوحة بمهرجانات كأس العالم في المدن الكبرى. وكما كان متوقعا، سيطر الماتادور الأسباني على المباراة منذ بدايتها بفضل أسلوب لعب الفريق الذي اعتمد على الاستحواذ على الكرة، «تيكي ـ تاكا»، والذي سبق أن قاده إلى لقب بطولة الأمم الأوروبية يورو 2008. ظل الانتظار القلق هو سيد الموقف حتى سجلت أسبانيا هدفها الحاسم بالمباراة والذي كان أول هدف يدخل مرمى البرتغال الحصين طوال البطولة.
وكالعادة، كان ديفيد فيا بطل الفريق الأسباني حيث تمكن من كسر حاجز الصمت وترجمة سيطرة الفريق إلى تقدم مادي. وفجرت صفارة نهاية المباراة في كيب تاون شعورا شاملا بالبهجة في أنحاء أسبانيا، حيث كانت الجماهير تلوح بالأعلام من شرفات المنازل، وأطلقت السيارات نفيرها. ومن المتوقع أن تصل نسبة المشاهدة التليفزيونية بين جماهير أسبانيا إلى رقم قياسي يبلغ 20 مليون متفرج عندما يلتقي فريقهم مع باراغواي في دور الثمانية للبطولة السبت المقبل، حيث يستعين ديل بوسكي من جديد بفيا لقيادة خط هجومه. سجل فيا أربعة من أهداف أسبانيا الخمسة بالمونديال حتى الآن حتى أصبح اعتماد الفريق عليه في التسجيل من أبرز النقاط السلبية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام في أسبانيا أمس.
ومن بين الأسئلة التي طرحتها محطة «كادينا كوبي» الإذاعية امس هو: «من سيسجل الأهداف إذا أصيب فيا، أو ابتعد عن مستواه؟». وكتبت صحيفة «إل بيريوديكو» الصادرة في برشلونة أمس إن «هناك اعتمادا واضحا على فيا وهذا أمر مثير للقلق». وأشارت «إل بيريوديكو» وعدد من الصحف الأخرى إلى «الحالة البدنية المزرية» لفيرناندو توريس، زميل فيا الحاضر الغائب، في هجوم أسبانيا. وأشارت محطة «كادينا سير» الإذاعية إلى أن ديل بوسكي يجب أن يدفع بمهاجم أتلتيكو بلباو الشاب فيرناندو لورنتي بدلا من توريس في مباراة السبت أمام باراغواي.
شارك لورنتي في المباراة بدلا من توريس بعد مرور ساعة تقريبا من وقتها ليمنح الهجوم الأسباني نشاطا وبريقا، على عكس توريس الذي اجتهد كثيرا، ولكنه لم يفلح في التسجيل. ومن الجوانب الأخرى التي انتقدتها وسائل الإعلام الأسبانية، عدم فعالية منتخبها بالقدر الكافي أمام المرمى، فقد أشارت صحيفة «ماركا» التي تصدر في مدريد إلى أن «منتخب أسبانيا احتاج لعشر فرص تهديفية واضحة لكي يسجل هدفا واحدا». بينما جاء رد فعل باقي وسائل الإعلام الأسبانية إيجابيا تماما. واختصت وسائل الإعلام لاعب خط وسط برشلونة تشافي الذي اختير رجل المباراة (أفضل لاعب في المباراة) بقدر خاص من الإشادة كما فعلت مع فيا.
وكتبت صحيفة «سبورت» الكتالونية أن تشافي هو ملك أسلوب الأداء الاسباني المعروف باسم «تيكي ـ تاكا» وأنه كان يمسك بجميع خيوط المباراة. كما أشادت وسائل الإعلام بالمدافعين جيرارد بيكي وسيرخيو راموس، إلى جانب لورنتي. وانتقدت معظم وسائل الإعلام في أسبانيا خطة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش في المباراة. وأكدت محطة «راديو ماركا» الإذاعية أن «خطة كيروش بالدفاع في العمق والاعتماد على الهجمات المرتدة انهارت تماما عندما سجل فيا هدف أسبانيا، ولم تكن لديه خطة بديلة».
كما لقي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد الأسباني نصيبه من الانتقادات بسبب سلوكه بعد المباراة حيث نشرت «آس» صورة للاعب الشهير وهو يبصق على قدم مصور تليفزيوني عقب نهاية اللقاء.